كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قالوا‏:‏ قد رجعت التكاليف كلها في حق المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قرة عين وإلهام طبع فصلاته كتسبيح أهل الجنة ليس على وجه الكلفة والتكليف وقال بعضهم‏:‏ من كمال أهل اللّه بقاء حكم الطبع فيهم ليستوفي به أحدهم ما قسم له من الحظوظ المأذون فيها فالكامل لما فني عن الدنيا وما فيها رد إليه ما حبس عنه حال سيره إلى ربه في بدايته فاستوفاها امتثالاً لأمر ربه فلم ينقص مقامه بذلك بل زاد كمالاً‏.‏

- ‏(‏حم ن ك هق عن أنس‏)‏ ابن مالك قال الحاكم‏:‏ صحيح على شرط مسلم وقال الحافظ العراقي‏:‏ إسناده جيد وقال ابن حجر‏:‏ حسن، واعلم أن المصنف جعل في الخطبة حم رمزاً لأحمد في مسنده فاقتضى ذلك أن أحمد روى هذا في المسند وهو باطل فإنه لم يخرجه فيه وإنما خرجه في كتاب الزهد فعزوه إلى المسند سبق ذهن أو قلم وممن ذكر أنه لم يخرجه في مسنده المؤلف نفسه في حاشيته للقاضي فتنبه لذلك وزعم الزركشي أن للحديث تتمة في كتاب الزهد لأحمد هي أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن وتعقبه المؤلف بأنه مر عليه مراراً فلم يجده فيه لكن في زوائده لابنه عبد اللّه بن أحمد عن أنس مرفوعاً قرة عيني في الصلاة وحبب إليّ النساء والطيب‏.‏ الجائع يشبع، والظمآن يروى، وأنا لا أشبع من النساء فلعله أراد هذا الطريق‏.‏

3670 - ‏(‏حببوا اللّه إلى عباده يحبكم اللّه‏)‏ أي ذكروهم بآلائه عليهم ليحبوه فيشكروه فيضاعف مزيده عليهم لأنكم إن فعلتم ذلك أحبكم والمحبة توصل إلى القلوب ألطافاً وتجلب إليها انعطافاً أوحى اللّه تعالى إلى داود ذكر عبادي إحساني ‏[‏ص 372‏]‏ إليهم ليحبوني فإن عبادي لا يحبون إلا من أحسن إليهم‏[‏ويحتمل أن يكون المراد بأن يخبروهم بأنه سبحانه وتعالى يقبل توبة المذنب وإن ملأت ذنوبه ما بين السماء والأرض‏]‏‏.‏

قال المحقق الصفدي‏:‏ محبة العبد إلى ربه قسمان أحدهما ينشأ عن مشاهدة الإحسان ومطالعة الآلاء والنعم فإن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها ولا إحسان أعظم من إحسان الرب‏.‏

- ‏(‏طب والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ وفيه عبد الوهاب بن الضحاك الحميصي قال في الميزان‏:‏ كذبه أبو حاتم وقال النسائي وغيره‏:‏ متروك والدارقطني‏:‏ منكر الحديث والبخاري‏:‏ عنده عجائب ثم أورد له أوابد هذا منها‏.‏

3671 - ‏(‏حبذا‏)‏ أصله حبب بضم الحاء بدليل مجيء اسم الفاعل منه على فعيل نحو حبيب نحو كريم من كرم قال الزمخشري‏:‏ وهو مسند إلى اسم الإشارة إلا أنهما جريا بعد التركيب مجرى الأمثال الذي لا تتغير ‏(‏المتخللون من أمتي‏)‏ أي المنقون أفواههم بالخلال من آثار الطعام أو المراد المخللون لشعورهم في الطهارة ولا مانع من الجمع ويدل عليه الخبر الآتي على أثره‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أنس‏)‏ وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز مع أن الطبراني خرجه في الأوسط قال الهيثمي‏:‏ وفيه محمد بن أبي جعفر الأنصاري لم أجد من ترجمه‏.‏

3672 - ‏(‏حبذا‏)‏ كلمة مدح ركبت من كلمتين أي حب هذا الأمر ‏(‏المتخللون من أمتي في الوضوء والطعام‏)‏ من آثاره وفضلات زهومة اللحم ونحوه فيستحب ذلك لأنه إذا بقي زماناً أنتن فتأذى برائحته هو وغيره‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي أيوب‏)‏ الأنصاري ورواه القضاعي في الثواب وقال شارحه حسن وقال المنذري‏:‏ مدار طرقه كلها على واصل بن عبد الرحمن الرقاشي وفيه خلاف‏.‏

3673 - ‏(‏حبذا المتخللون بالوضوء والمتخللون من الطعام‏.‏ أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع وأما تخليل الطعام فمن الطعام‏)‏ أي من أثره ‏(‏إنه ليس شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاماً وهو قائم يصلي‏)‏ أي الكاتبين الملازمين للمكلف وقوله حبذا أي هو حبيب جعل حب وذا كشيء واحد وهو اسم وما بعده مرفوع به ولزم ذا حب وجرى كالمثل بدليل قوله في المؤنث حبذا لا حبذة وحب هذا الشيء حباً حببه إليّ جعلني أحبه‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أيوب‏)‏ الأنصاري قال الهيثمي‏:‏ فيه واصل بن السائب الرقاشي وهو ضعيف اهـ وقال ابن القيم‏:‏ حديث لا يثبت وفيه واصل بن السائب قال البخاري والرازي‏:‏ منكر الحديث والنسائي والأزدي‏:‏ متروك‏.‏

3674 - ‏(‏حبك الشيء‏)‏ في رواية للشيء ‏(‏يعمي ويصم‏)‏ أي يجعلك أعمى عن عيوب المحبوب أصم عن سماعها حتى لا تبصر قبيح فعله ولا تسمع فيه نهي ناصح بل ترى القبيح منه حسناً وتسمع منه الخنا قوله جميلاً وهذا معنى قول كثير يعمي العين عند النظر إلى مساويه ويصم الأذن عن العذل فيه أو يعمي ويصم عن الآخرة أو عن طرق الهدى وفائدته النهي عن حب ما لا ينبغي الإغراق في حبه وهذا الحديث قد عده العسكري من الأمثال والحب لذة تعمي عن رؤية غير المحبوب وتصمه عن سماع العذل فيه والمحبة إذا استولت على القلب سلبته عن صفاته وقال القائل‏:‏

وعين الرضى عن كل عيب كليلة * ولكن عين السخط تبدي المساويا ‏[‏ص 373‏]‏

وقال بعضهم‏:‏

وكذبت طرفي فيك والطرف صادق * وأسمعت أذني فيك ما ليس تسمع

وقال أيضاً ‏:‏

أصمني الحب إلا عن تسارره * فمن رأى حب جب يورث الصمما

وكفني الحب إلا عن رعايته * فالحب يعمي وفيه القتل إن كتما

- ‏(‏حم تخ د‏)‏ في الأدب ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ وإسناده ضعيف وقال الزركشي‏:‏ روي من طرق في كل منها مقال وقال المصنف في الدرر كأصله الوقف أشبه ‏(‏الخرائطي في‏)‏ كتاب ‏(‏اعتلال القلوب عن أبي برزة‏)‏ الأسلمي فضلة بن عبيد ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن عبد اللّه بن أنيس‏)‏ أشار بتعدد مخرجيه وطرقه إلى دفع زعم الصغاني وضعه وقوله فيه ابن أبي مريم كذوب أبطله الحافظ العراقي بأنه لم يتهمه أحد بكذب ويكفينا سكوت أبي داود فزعم وضعه بهت بل ولا نسلم حذفه بل ولا ضعفه بل هو حسن وما اشتهر على الألسنة من خبر المحبة مكبة لا أصل له‏.‏

3675 - ‏(‏حتم على اللّه أن لا يستجيب دعوة مظلوم‏)‏ دعى بها على من ظلمه ‏(‏ولأحد‏)‏ من الخلق ‏(‏قبله‏)‏ بكسر ففتح أي جهته ‏(‏مثل مظلمته‏)‏ أي في النوع والجنس والحتم الواجب يقال حتم عليه الأمر حتما أوجبه جزماً وانحتم الأمر وتحتم وجب وجوباً لا يمكن إسقاطه‏.‏

- ‏(‏عد عن ابن عباس‏)‏

3676 - ‏(‏حجبت‏)‏ وفي رواية القضاعي حفت ‏(‏النار بالشهوات‏)‏ أي ما يستلذ من أمور الدنيا مما منع الشرع منه أصالة أو لاستلزامه ترك مأمور وألحق به الشبهات والإكثار من المباحات خوف الوقوع في محرم ‏(‏وحجبت الجنة بالمكاره‏)‏ أي بما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلاً وتركاً كالإتيان بالعبادة على وجهها والمحافظة عليها وتجنب المنهي قولاً وفعلاً وأطلق عليها مكاره لمشقتها وصعوبتها على العامل فلا يصل إلى النار إلا بتعاطي الشهوات ولا إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات وهما محجوبتان فمن هتك الحجاب اقتحم‏.‏

- ‏(‏خ عن أبي هريرة‏)‏ وظاهر صنيعه أن هذا مما تفرد به البخاري عن صاحبه وهو ذهول بل هو في مسلم أيضاً كما ذكره الديلمي وغيره‏.‏

3677 - ‏(‏حجج تترى وعمر نسقاً‏)‏ بفتحتين فعل بمعنى مفعول أي منظومات عطف بعضهن على بعض ‏(‏يدفعن ميتة السوء وعيلة الفقر‏)‏ بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية أي شدة الفقر‏.‏

- ‏(‏عب عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير مرسلاً‏)‏ عابد كبير القدر قال ابن عيينة‏:‏ اشترى نفسه من اللّه ست مرات مات بعد العشرين ومئة ‏(‏فر عن عائشة‏)‏ وفيه أحمد بن عصام فإن كان هو الموصلي فقد قال الدارقطني‏:‏ ضعيف أو البلخي فقال أبو حاتم‏:‏ مجهول‏.‏

3678 - ‏(‏حجة‏)‏ بكسر الحاء وفتحها قال الكرماني والمعروف في الرواية الفتح قال الجوهري‏:‏ الحجة بالكسر المدة الواحدة وهو من الشواذ لأن القياس الفتح ‏(‏لمن لم يحج‏)‏ حجة الإسلام ‏(‏خير من عشر غزوات‏)‏ أي هي أفضل في حقه من عشر غزوات يغزوها في سبيل اللّه ‏(‏وغزوة لمن قد حج خير له من عشر حجج وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر ‏[‏ص 374‏]‏ ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها والمائد‏)‏ أي الدايخ ‏(‏فيه كالمتشحط في دمه‏)‏‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وفي الأوسط ‏(‏هب‏)‏ كلاهما ‏(‏عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص وسنده لا بأس به‏.‏

3679 - ‏(‏حجة‏)‏ واحدة ‏(‏خير من أربعين غزوة‏)‏ أي لمن لم يحج وقد وجب عليه الحج ‏(‏وغزوة‏)‏ واحدة ‏(‏خير من أربعين حجة‏)‏ لمن حج حجة الإسلام وتعين عليه الجهاد وهذا ظاهر‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده من حديث عنبسة بن عشرة ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات وعنبسة وثقه ابن حبان وجهله الذهبي‏.‏

3680 - ‏(‏حجة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة‏)‏ لمن لم يحج حجة الإسلام ‏(‏وغزوة بعد حجة أفضل من خمسين حجة‏)‏ أي إن تعين فرض الجهاد عليه ‏(‏ولموقف ساعة‏)‏ أي لحظة لطيفة ‏(‏في سبيل اللّه أفضل من خمسين حجة‏)‏ تطوعاً لمن كان الجهاد في حقه فرضاً عينياً والحاصل أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال‏[‏وظاهر هذه الأحاديث أن الجهاد في حق من حج حجة الإسلام أفضل مطلقاً أي سواء تعين عليه أو لم يتعين‏]‏‏.‏

- ‏(‏حل عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ورواه عنه أيضاً الطبراني والديلمي باللفظ المزبور‏.‏

3681 - ‏(‏حج‏)‏ يا أبا رزين ‏(‏عن أبيك‏)‏ عقيل الذي كبر ‏(‏واعتمر‏)‏ عنه‏[‏وسببه كما في ابن ماجه عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول اللّه إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن قال‏:‏ حج فذكره‏]‏ أما الصحيح فلا يحج عنه لا في فرض ولا نفل كما قال الشافعي وجوزه أبو حنيفة وأحمد في النفل ثم هذا الحديث مخصوص بمن حج عن نفسه كما يفيده الخبر الآتي وحمله الحنفية على عمومه فأجازوا حج من لم يحج نيابة عن غيره وفيه تأكيد أمر الحج حتى المكلف لا يعذر بتركه عند عجزه عن من يستنيب وفيه وجوب العمرة وأما خبر جابر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل عن العمرة أهي واجبة فقال‏:‏ لا وأن تعتمر خير لك فضعيف قال في المجموع‏:‏ وقول الترمذي حسن صحيح غير مقبول فإن مداره على الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف مدلس اتفاقاً‏.‏

- ‏(‏ت ن ه‏)‏ في الحج ‏(‏ك عن أبي رزين‏)‏ بفتح الراء وكسر الزاي لقيط بن عامر العقيلي قال التتائي‏:‏ حسن صحيح وقال أحمد‏:‏ لا أعلم في إيجاب العمرة أجود ولا أصح منه‏.‏

3682 - ‏(‏حج‏)‏ أولاً ‏(‏عن نفسك‏)‏‏[‏وسببه كما في أبي داود عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سمع رجلاً يقول لبيك عن شبرمة فقال‏:‏ من شبرمة قال‏:‏ أخ أو قريب لي قال‏:‏ حججت عن نفسك قال‏:‏ لا قال‏:‏ حج عن نفسك فذكره‏]‏- يا أبا طيش‏[‏قوله يا أبا طيش بن نبيشة هذا سبق قلم صوابه يا نبيشة قال العلقمي‏:‏ قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الشرح الكبير زعم ابن باطيش أن اسم الملبي نبيشة‏]‏- بن نبيشة الذي لم يحج عن نفسه وقد قال لبيك عن شبرمة ‏(‏ثم حج عن ‏[‏ص 375‏]‏ شبرمة‏)‏ بشين معجمة مضمومة فموحدة ساكنة فراء مضمومة ومن قال شبرمنت فقد صحف وحرف وفيه أنه لا يصح ممن عليه حج واجب الحج عن غيره وكذا العمرة فإن أحرم عن غيره وقع عن نفسه وعليه الشافعي وصححه أبو حنيفة ومالك والحديث حجة عليهما والجمهور على كراهة إجازة الإنسان نفسه للحج لكن حمل على منع قصد الدنيا أما بقصد الآخرة لاحتياجه للأجرة ليصرفها في واجب أو مندوب فلا‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ في الحج ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ظاهر اقتصاره على أبي داود أنه تفرد به عن الستة والأمر بخلافه فقد رواه ابن ماجه بالخبر أيضاً وقال البيهقي‏:‏ صحيح ليس في الباب أصح منه وقال ابن حجر‏:‏ رواته ثقات لكن اختلف في رفعه ووقفه وله شاهد مرسل‏.‏

3683 - ‏(‏حجوا قبل أن لا تحجوا‏)‏ أي اغتنموا فرصة الإمكان والفوز بتحصيل هذا الشعار العظيم الحاوي للفضل العميم قبل أن يفوت فإنه فائت ولا بد أن يمتنع عليكم الحج ويحال بينكم وبينه ‏(‏فكأني أنظر إلى‏)‏ عبد ‏(‏حبشي أصمع‏)‏ بصاد مهملة أي صغير الأذن وفي رواية بدله أصلع ‏(‏أفدع‏)‏‏[‏أصمع بفتح الهمزة ثم سكون الصاد المهملة ثم ميم مفتوحة ثم عين مهملة قال في النهاية‏:‏ الأصمع الصغير الأذن من الناس وغيرهم وأفدع بفاء ودال مهملة بوزن أفعل أي يمشي على ظهور قدميه قال في النهاية‏:‏ الفدع بالتحريك زيغ بين عظم القدم وبين عظم الساق وكذلك في اليد وهو أن ترذل المفاصل عن أماكنها‏]‏ بوزن أفعل أي متفاصل المفاصل والفدع محركاً اعوجاج الرسغ من اليد والرجل فينقلب الكف والقدم إلى الجانب الآخر ‏(‏بيده معول يهدمها‏)‏ حال كونه هدمه ‏(‏حجراً حجراً‏)‏ زاد في رواية ويتناولونها حتى يرمونها يعني حجارة الكعبة إلى البحر وزاد أحمد فلا تعمر بعد ذلك أبداً وذلك قرب الساعة وهو من أشراطها وقال الطيبي‏:‏ وهذا استحضاره لتلك الحالة القريبة في الذهن تعجباً وتعجيباً للغير ونحوه ‏{‏ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم‏}‏ في وجه وقد جاء في تخريب الكعبة أحاديث كثيرة عند البخاري وغيره وهذا التخريب لا ينافيه قوله تعالى ‏{‏أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً‏}‏ ولا خبر الصحيح إني أحلت لي مكة ساعة من نهار ثم عادت حرمتها إلى يوم القيامة لأن تخريبه مقدمة لخراب الدنيا بدليل الحديث القدسي قال اللّه تعالى‏:‏ إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته فكونه آمناً محترماً إنما هو قبل ذلك على أن الحكم بالحرمة والأمن باق إلى يوم القيامة بالفعل لكن باعتبار أغلب أوقاته وإلا فكم وقع فيه من قتال وإخافة لأهله جاهلية وإسلاماً في زمن ابن الزبير وبعده إلى زمننا ولو لم يكن إلا وقعة القرامطة‏.‏

- ‏(‏ك هق‏)‏ في الحج من حديث الحارث بن سويد ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الحارث‏:‏ سمعت علياً يقوله فقلت له شيء تقول برأيك أو سمعته من النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ولكنني سمعته من نبيكم انتهى وتعقبه الذهبي في التلخيص والمهذب بأن حصين بن عمر الأحمش أحد رواته واه ويحيى ليس بعمدة‏.‏

3684 - ‏(‏حجوا قبل أن لا تحجوا‏)‏ قالوا‏:‏ وما شأن الحج يا رسول اللّه قال‏:‏ ‏(‏تقعد أعرابها على أذناب أوديتها‏)‏ أي المواضع التي تنتهي إليه مسائل الماء وذبابة الوادي بالضم الموضع الذي ينتهي إليه سيله ‏(‏فلا يصل إلى الحج أحد‏)‏‏[‏فيحولون بين الناس وبين البيت‏]‏ قال القرطبي‏:‏ وذلك بعد رفع القرآن من الصدور والمصاحف وذلك بعد موت عيسى عليه الصلاة والسلام حتى لا يبقى في الأرض من يقول اللّه اللّه وقد مر لذلك مزيد تبيان وفي رواية حجوا قبل أن تنبت شجرة في البادية لا تأكل منها دابة إلا نفقت ولا تعارض لاحتمال وقوع الأمرين معاً‏.‏

- ‏(‏هق‏)‏ في الحج ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الذهبي في المهذب‏:‏ إسناده واه اهـ‏.‏ ‏[‏ص 376‏]‏ ورواه الدارقطني باللفظ المزبور عن أبي هريرة المذكور وتعقبه مختصره الغرياني بأن فيه عبد اللّه بن عيسى بن يحيى شيخ لعبد الرزاق مجهول ومحمد بن أبي محمد مجهول وأورده ابن الجوزي في العلل وجعل علته جهالة محمد بن أبي محمد‏.‏

3685 - ‏(‏حجوا فإن الحج يغسل الذنوب‏)‏ وفي رواية الإثم ‏(‏كما يغسل الماء الدرن‏)‏ أي الوسخ‏[‏فهو يكفر الكبائر والصغائر‏]‏

- ‏(‏طس عن عبد اللّه ابن جراد‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه يعلى بن الأشدق وهو كذاب اهـ‏.‏

3686 - ‏(‏حجوا تستغنوا‏)‏ بغناء اللّه تعالى بأن يبارك لكم فيما رزقكم ‏(‏وسافروا تصحوا‏)‏ فإن السفر مصحة للبدن وزاد الديلمي في روايته وتناكحوا تكثروا فإني مباهي بكم الأمم‏.‏

- ‏(‏عب عن صفوان بن سليم‏)‏ بضم الميم وفتح اللام ‏(‏مرسلاً‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أنه لم يقف عليه متصلاً لأحد وإلا لما اقتصر على رواية إرساله وهو عجب فقد رواه في مسند الفردوس من حديث ابن عمر‏.‏

3687 - ‏(‏حدّ‏)‏ بدال مهملة على ما وقفت عليه من الحروف ثم رأيته في نسخة المصنف بخطه كذلك لكن رأيته ثانياً في أصل الروضة حق بالقاف وهكذا ذكره ابن الملقن وابن جماعة وأثبته الكمال بن أبي شريف هكذا بخطه ثم رأيت في مسند أبي يعلى وغيره من الأصول كذلك، وبه يعرف أن التحريف إنما هو من المصنف لا من النساخ ‏(‏الجوار أربعون داراً‏)‏ من كل جانب من جوانب الدار وبه أخذ جمع من السلف وقيل هو في المسجد من سمع الأذان والإقامة فيقدر مثله في الدور وقيل مساكنك في محلة أو بلد فهو جارك‏.‏

- ‏(‏هق عن عائشة‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أن البيهقي خرجه وسلمه والأمر بخلافه بل قال‏:‏ روي عن عائشة هذا وروي عنها أوصاني جبريل بالجار إلى أربعين داراً وكلاهما ضعيف والمعروف المرسل الذي أخرجه أبو داود اهـ‏.‏ ولفظ مرسل أبي داود حق الجوار أربعون داراً هكذا وهكذا وأشار قداماً ويميناً وخلفاً قال الزركشي‏:‏ سنده صحيح وابن حجر رجاله ثقات ورواه أبو يعلى عن أبي هريرة مرفوعاً باللفظ المزبور لكن سنده كما قال الزركشي ضعيف وقال ابن حجر‏:‏ فيه عبد السلام بن أبي الجنوب منكر الحديث‏.‏

3688 - ‏(‏حدّ الساحر ضربة بالسيف‏)‏ روي بالتاء وبالهاء والأول أولى ثم رأيت المصنف ذكره في نسخته بخطه بالهاء وكان الظاهر أن يقال حد الساحر القتل فعدل لما ذكره تصويراً له وإن كان يتجاوز منه إلى أمر آخر قال البيضاوي‏:‏ محل الحديث إذا اعتقد الساحر أن لسحره تأثيراً بغير القدر وكان سحره لا يتم إلا بدعوة كوكب أو شيء يوجب كفراً اهـ‏.‏ وحاصله أنه يقتل إذا كان ما يسحر به كفراً أو أقر أنه قتل بسحره وأنه يقتل غالباً هذا مذهب الشافعي وقالت المالكية‏:‏ إذا وقع من فاعله فهو كفر مطلقاً فيقتل عملاً بظاهر الحديث‏.‏

في تفسير الإمام الرازي أن أهل السنة قد جوّزوا أن يقدر الساحر على أن يطير في الهواء أو يقلب الإنسان حماراً والحمار إنساناً لكنهم قالوا إن اللّه هو الخلاق لهذه الأشياء عند ما يلقي الساحر في أشياء مخصوصة وكلمات معينة‏.‏

- ‏(‏ت ك‏)‏ كلاهما في الحدود ‏(‏عن جندب‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح غريب وقال الترمذي‏:‏ لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه وفيه إسماعيل المكي وهو مضعف من قبل حفظه والصحيح وقفه اهـ‏.‏ كذا في جامعه، وقال في العلل‏:‏ سألت عنه محمداً يعني البخاري فقال‏:‏ هذا لا شيء وإسماعيل ضعيف جداً اهـ‏.‏ ولهذا قال في الفتح‏:‏ في سنده ضعف وقال الذهبي في الكبائر‏:‏ الصحيح أنه من قول جندب ‏[‏ص 377‏]‏ انتهى ورواه الطبراني والبيهقي عن جندب مرفوعاً وأشار مغلطاي إلى أنه وإن كان ضعيفاً يتقوى بكثرة طرقه وقال‏:‏ خرجه جمع منهم البغوي الكبير والصغير والطبراني والبزار ومن لا يحصى كثرة‏.‏

3689 - ‏(‏حدُّ يعمل في الأرض‏)‏ أي يقام على من استوجبه ‏(‏خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً‏)‏‏[‏أي أنفع من ذلك لئلا تنتهك حقوق اللّه فيغضب لذلك‏]‏‏.‏

- ‏(‏ن ه عن أبي هريرة‏)‏ قال الديلمي‏:‏ وفي الباب ابن عباس وابن عمر‏.‏

3690 - ‏(‏حدُّ الطريق‏)‏ أي مقدار عرضه ‏(‏سبعة أذرع‏)‏ يوضحه ما رواه مخرجه الطبراني أيضاً عن عبادة أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قضى بالرحبة تكون بين الطريق ويريد أهلها البنيان فيها فقضى أن يترك بينهما للطريق سبعة أذرع وفي رواية قضى في الرحبة تكون بين القوم أن الطريق سبعة أذرع‏.‏

- ‏(‏طس عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه قال الهيثمي‏:‏ فيه سويد بن عبد العزيز وثقه دحيم وضعفه جمهور الأئمة‏.‏

3691 - ‏(‏حدِّثوا عن بني إسرائيل‏)‏ أي بلغوا عنهم قصصهم ومواعظهم ونحو ذلك مما اتضح معناه فإن في ذلك عبرة لأولي الأبصار ‏(‏ولا حرج‏)‏ عليكم في التحديث عنهم ولو بغير سند لتعذره بطول الأمد فيكفي غلبة الظن بأنه عنهم إنما الحرج فيما لم يتضح معناه وهنا تأويلات بعيدة ووجوه غير سديدة فاحذرها‏.‏ وتناول حد التحديث ما استحال وقوعه في هذه الأمة كإطالة الثياب ونزول نار من السكاء تأكل القربان‏.‏

- ‏(‏د عن أبي هريرة‏)‏ قال السخاوي‏:‏ أصله صحيح وفي رواية ابن منيع وتمام والديلمي حدثوا عن بني إسرائيل فإنه كانت فيهم أعاجيب‏.‏

3692 - ‏(‏حدثوا عني بما تسمعون‏)‏ يعني بما صح عندكم من حيث السند الذي به يقع التحرز عن الكذب ولا تحدثوا عني بكل ما بلغكم كما في بني إسرائيل لأن ذاك إنما اغتفر لطول الأمد وحصول الفترة بين زمني النبوة ‏(‏ولا تقولوا‏)‏ عني ‏(‏إلا حقاً‏)‏ أي إلا شيئاً مطابقاً للواقع ‏(‏ومن كذب علي‏)‏ بتشديد الياء أي قوَّلني ما لم أقله ‏(‏بني‏)‏ بالبناء للمفعول ‏(‏له بيت في جهنم يرتع فيه‏)‏ لجرأته على منصب النبوة وهجومه على خرق الشريعة وما ذكر من أن الرواية بما تسمعون بالموحدة في بما هو ما رأيته في نسخ الكتاب وهكذا هو في نسخة مضبوطة محررة من كامل ابن عدي لكن رأيت في أصول صحيحة قديمة من الفردوس مصححة بخط الحافظ ابن حجر كما يدل بما وهو أنسب وما تقرر من أن اللفظ من كذب على نبي له هو ما في عدة نسخ وهو الموجود المضبوط في الكامل لابن عدي من نسخ مسموعة على عدة من الجهابذة لكن رأيته في بعض الأصول المفردة أيضاً من كذب على نبي والظاهر الأول الذي عليه المعول‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي قرصافة‏)‏ بكسر القاف حيدرة بن خيشنة الكناني ورواه عنه أيضاً أبو يعلى وابن عدي ثم قال‏:‏ هذا الحديث عن أبي قرصافة لا يروى إلا من هذا الطريق‏.‏

3693 - ‏(‏حدِّثوا الناس‏)‏ بصيغة الأمر أي كلموهم ‏(‏بما يعرفون‏)‏ أي يفهمونه وتدركه عقولهم زاد أبو نعيم في المستخرج ‏[‏ص 378‏]‏ ودعوا ما ينكرون أي ما يشتبه عليهم فهمه ‏(‏أتريدون‏)‏ بهمزة الاستفهام الإنكاري ولفظ رواية البخاري أتحبون وهو بمثناة فوقية ‏(‏أن يكذب اللّه ورسوله‏)‏ بفتح الذال المشدّدة لأن السامع لما لا يفهمه يعتقد استحالته جهلاً فلا يصدق وجوده بل يلزم التكذيب فأفاد أن المتشابه لا ينبغي ذكره عند العامة وقد ذكر ابن عبد السلام في أماليه أن الولي إذا قال إن اللّه عزر التعزير الشرعي ولا ينافي ذلك الولاية لأنهم غير معصومين انتهى فعلم أن المدرس ينبغي أن يكلم كل طالب على قدر فهمه وعقله فيجيبه بما يحتمله حاله ومن اشتغل بعمارة أو تجارة أو مهنة فحقه أن يقتصر به من العلم على قدر ما يحتاج إليه من هو في رتبته من العامة وأن يملأ نفسه من الرغبة والرهبة الوارد بهما القرآن ولا يولد له الشبه والشكوك فإن اتفق اضطراب نفس بعضهم بشبهة تولدت له أو ولدها له ذو بدعة فتاقت إلى معرفة حقيقتها اختبره فإن وجده ذا طبع موفق للعلم وفهم ثابت وتصور صائب خلى بينه وبين التعلم وسوعد عليه لما يجد من السبيل إليه وإن وجده شريراً في طبعه أو ناقصاً في فهمه منعه أشد المنع ففي اشتغاله مفسدتان تعطله عما يعود نفعه إلى العباد والبلاد وشغله بما يكثر من شبهة وليس فيه منفعة وكان بعض المتقدمين إذا ترشح أحدهم لمعرفة حقائق العلوم والخروج من العامة إلى الخاصة اختبر فإن لم يوجد خيراً أو غير منتهى للتعلم منع وإلا شورط على أن يقيد بقيد في دار الحكمة ويمنع أن يخرج حتى يحصل العلم أو يأبى عليه الموت ويقولون إن من شرع في حقائق العلوم ثم لم يبرع فيها تولدت له الشبه وتكثر عليه فيصير ضالاً مضلاً فيعظم على الناس ضرره وبهذا النظر قيل نعوذ باللّه من نصف فقيه أو متكلم‏.‏

- ‏(‏فر عن علي‏)‏ أمير المؤمنين مرفوعاً ‏(‏وهو في خ موقوفاً‏)‏ على علي بن أبي طالب وهذا بمعنى خبر الحسن بن سفيان عن الحبر يرفعه أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم وسنده كما قال ابن حجر ضعيف جداً لا موضوع‏.‏

3694 - ‏(‏حدثني جبريل قال‏:‏ يقول اللّه تعالى لا إله إلا اللّه حصني‏)‏ مكان لا يقدر عليه لارتفاعه والحصين المنيع وتحصن دخل الحصن واحتمى به ‏(‏فمن دخله أمن عذابي‏)‏ قال الغزالي‏:‏ فمن أراد دخول ذلك الحصن فليجمع آداب النطق بكلمة الشهادة بأن يجمع جميع حواسه إلى قلبه ويحضر في فؤاده كل جارحة فيه وينطق بلسانه عن جميع ذات وأحوال نفس وجوارح بدن حتى يأخذ كل عضو منه وكل جارحة منه قسطه منها فلم ينطق من لم يكن حاله ذلك فيها‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏

3695 - ‏(‏حذف السلام‏)‏ بمهملة فمعجمة أي الإسراع به وعدم مده ‏(‏سنة‏)‏ قال ابن الأثير في النهاية‏:‏ معناه لا يمد ولا يعرب بل يسكن آخره‏[‏وقال في النهاية‏:‏ ‏"‏حذف السلام في الصلاة سنة‏"‏ هو تخفيفه وترك الإطالة فيه‏.‏ ويدل عليه حديث النخعي ‏"‏التكبير جزم والسلام جزم‏"‏، فإنه إذا جزم السلام وقطعه، فقد خففه وحذفه‏.‏ انتهى من النهاية‏.‏ فمثلا لا يقول في التكبير ‏"‏الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا‏"‏ بل يقتصر على لفظ ‏"‏الله أكبر‏"‏ الوارد في السنة، ولا يقول في السلام ‏"‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏"‏ كما يفعله البعض، بل يقتصر على لفظ ‏"‏السلام عليكم ورحمة الله‏"‏ الوارد في السنة، فليتنبه‏.‏ دار الحديث‏)‏‏]‏ وتبعه المحب الطبري قال ابن حجر‏:‏ وهو مقتضى كلام الرافعي في الاستدلال به على أن التكبير جزم لا يمد وفيه نظر لأن استعمال لفظ الجزم في مقابل الإعراب اصطلاح حادث لأهل العربية فكيف تحمل عليه الألفاظ النبوية قال الكمال ابن أبي شريف‏:‏ بل هو عندهم اصطلاح غريب إذ الجزم عندهم نوع من أنواع الإعراب لا مقابل له وهو مختص بالفعل قال ابن حجر‏:‏ وأما خبر ‏"‏التكبير جزم‏"‏ فلا أصل له‏.‏ ثم إن ما تقرر من كون المراد بحذف السلام ما ذكر هو ما درجوا عليه لكن رأيت الديلمي فسره بسرعة القيام بعد السلام من الصلاة فقال عقب قوله ‏"‏سنة‏"‏‏:‏ يعني إذا سلم يقوم عجلاً انتهى‏.‏

- ‏(‏حم د ك‏)‏ وصححه ‏(‏هق‏)‏ كلهم ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح وأقره الإشبيلي قال ابن القطان‏:‏ وهو لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً كما ذكره أبو داود وقال ابن القطان‏:‏ لا معرج على ما رفع ولا ما وقف ولو صححه الترمذي وغيره‏.‏

‏[‏ص 379‏]‏ 3696 - ‏(‏حرس ليلة في سبيل اللّه‏)‏ أي في الجهاد في سبيله ‏(‏على ساحل البحر أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله‏)‏ يعني في وطنه وهو مقيم في عياله ‏(‏ألف سنة السنة ثلاث مئة يوم‏)‏ وستون يوماً ‏(‏اليوم كألف سنة‏)‏ في الميزان هذه عبارة عجيبة ولو صحت كان مجموع ذلك الفضل ثلاث مئة ألف ألف سنة وستين ألف ألف سنة‏.‏

- ‏(‏ه عن أنس‏)‏ وفيه سعيد بن خالد ضعفه أبو زرعة وغيره وقال أبو حاتم‏:‏ منكر الحديث وابن حبان‏:‏ لا يجوز الاحتجاج به‏.‏

3697 - ‏(‏حرس ليلة في سبيل اللّه عز وجل أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها‏)‏ ببناء يقام ويصام للمجهول أي يحيي الإنسان ليلها بالتهجد فيه كله ويصوم نهارها للّه تعالى وهذا منزل على ما إذا تعين الحرس واشتد الخوف وعظم الخطب‏.‏

- ‏(‏طب ك هب‏)‏ من حديث كهمس عن مصعب بن ثابت عن أبي الزبير ‏(‏عن عثمان‏)‏ بن عفان قال أبو الزبير‏:‏ قال عثمان وهو يخطب‏:‏ أحدثكم حديثاً لم يمنعني أن أحدثكم به إلا الضنُّ به سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول فذكره قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي في التلخيص وهو غير سديد كيف وقد أورد هو مصعباً هذا في الضعفاء وقال ضعفوا حديثه وقال في الكاشف‏:‏ فيه لين لغلطه نعم قال ابن حجر‏:‏ إسناده حسن‏.‏

3698 - ‏(‏حرم اللّه الخمر‏)‏ أي شرب شيء منها كثير أو قليل وما كان وسيلة إليه لأنها رجس ولما كانت الخمر هي المشتد من ماء العنب أردف ذلك بقوله ‏(‏وكل مسكر حرام‏)‏ ليفيد حرمة المسكر من أي شيء اتخذ والمراد كل ما من شأنه الإسكار وتأوله الحنفية على أنه أراد ما يقع السكر عنده قال الحرالي‏:‏ ألحق النهي بتحريم الخمر الذي سكرها مطبوع تحريم المسكر الذي سكره مصنوع قال أبو المظفر السمعاني وكان حنفياً ثم تحول شافعياً‏:‏ ثبتت الأخبار عن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بتحريم المسكر وساق كثيراً منها ثم قال‏:‏ والأخبار فيه كثيرة ولا مساغ لأحد في العدول عنها والقول بخلافها فإنها حجج قواطع قال‏:‏ وقد زلّ الكوفيون في هذا الباب ورأوا أخباراً معلولة لا تعارض هذه الأخبار بحال ومن ظن أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شرب مسكراً فقد دخل في أمر عظيم وباء بإثم كبير وإنما الذي شربه كان حلواً ولم يكن مسكراً‏.‏

- ‏(‏ن عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ورواه عنه الطبراني أيضاً والديلمي‏.‏

3699 - ‏(‏حرم‏)‏ بالبناء للمجهول بضبط المصنف عند الأكثر وفي رواية بفتحتين ‏(‏لباس الحرير‏)‏ أي الخالص وما أكثره منه ‏(‏والذهب على ذكور أمتي‏)‏ أي الرجال العقلاء فخرج بلفظ الأمة الكفار وقيل بإدخالهم باعتبار الرسالة وقد كان لبسهما مباحاً للرجال ثم نسخ بهذا الخبر ونحوه وفيه حجة لقول الجمهور إن الذهب والحرير محرمان على الرجال دون النساء وقد حكى عياض ثم النووي الإجماع عليه بعد الخلاف المتقدم وحكى ابن العربي فيه عشرة أقوال بعضها لا أصل له وفيه رد لقول أبي حنيفة يجوز للرجل افتراش الحرير وتأييد لقول مالك أنه يحرم إلباس الصبي الحرير وأن للرجل استعمال الحرير تبعاً للمرأة كفرش الزوجة والأصح عند الشافعية فيها خلافه وهل التحريم على الرجل للسرف أو الخيلاء أو التشبه بالكفار أو النساء وجوه أصحها الأخير وأبعدها الأول بل ليس عليه معول كيف والسرف منهي عنه للفريقين بغير مين وللمسألة تفاريع طويلة الذيل محلها كتب الفروع ‏(‏وأحل ‏[‏ص 380‏]‏ لإناثهم‏)‏‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ من حديث سعيد بن أبي هند ‏(‏عن أبي موسى‏)‏ الأشعري وقال حسن صحيح فاعترضه ابن دقيق العيد في شرح الإلمام بأن الصحة من شرطها الإتصال وقد حكى الداراني في الإيماء عن الدارقطني أن سعيد بن أبي هند لم يسمع من أبي موسى قال الزين العراقي‏:‏ لا حاجة إلى إبعاد النجعة في حكايته من كتاب غريب ومؤلف غريب فقد ذكره ابن أبي حاتم في كتاب المراسيل ومن ثم ضعف ابن حبان الخبر وقال‏:‏ معلول لا يصح‏.‏ قال الزين‏:‏ وقد يجاب أنه يرتفع بالشواهد إلى درجة الصحة كما يتأكد المرسل بمجيئه من غير ذلك الوجه اهـ‏.‏ واقتصر ابن حجر على نقله والإنقطاع عن الدارقطني ساكتاً ثم قال‏:‏ وفي الباب عن علي وعمر وابنه وعقبة وأمّ هانئ وأنس وحذيفة وعمران وابن الزبير وابن عمرو وأبي ريحانة وغيرهم‏.‏

3700 - ‏(‏حرَّم على عينين أن تنالهما النار‏)‏ أي نار جهنم قيل‏:‏ وما هما يا رسول اللّه‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏عين بكت من خشية اللّه وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر‏)‏ في أيام القتال أو في الرباط في الثغر فهذان لا يردان النار إلا تحلة القسم جزاءاً بما كانوا يعملون‏.‏

- ‏(‏ك هب‏)‏ من حديث صالح عن أبي عبد الرحمن ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وسكت عليه الحاكم فتعقبه الذهبي فقال‏:‏ فيه انقطاع‏.‏

3701 - ‏(‏حرَّم‏)‏ بالبناء للمجهول أو بفتحتين خبر مقدم وقوله ‏(‏ما بين لابتي المدينة‏)‏ مبتدأ وأيد الأول برواية أحمد إن اللّه حرم ما بين لابتي المدينة جمع لابة بالتخفيف الحرة حجارة سود ‏(‏على لساني‏)‏ أي لم تكن محرمة كما كانت مكة بل أحدث تحريمها على لساني‏.‏ قال ابن العربي‏:‏ لا خلاف أن المدينة محرمة لتحريم اللّه على لسان رسوله مضاعفة الحرم كمكة لكن أبو حنيفة قال‏:‏ لا يحرم صيدها والحديث نص في الرد عليه‏.‏

- ‏(‏خ عن أبي هريرة ن عن أبي سعيد‏)‏ الخدري‏.‏

3702 - ‏(‏حرَّم على النار‏)‏ هكذا هو فيما وقفت عليه من النسخ والذي في مسند أحمد حرمت النار على ‏(‏كل‏)‏ مكلف ‏(‏هين لين‏)‏ أي رقيق الفؤاد ‏(‏سهل قريب من الناس‏)‏ والمراد المسلم الذي يكون كذلك‏.‏

- ‏(‏حم عن ابن مسعود‏)‏ وعزاه الهيثمي للطبراني في الكبير والأوسط عن معيقيب وقال‏:‏ فيه أبو أمية بن يعلى ضعيف قال الحافظ الزين العراقي‏:‏ ورواه الترمذي لكن بدون لين وقال‏:‏ حسن غريب قال في الفردوس‏:‏ وفي الباب معيقيب وأبو هريرة‏.‏

3703 - ‏(‏حرمت التجارة في الخمر‏)‏ أي بيعها وشراؤها لا يصح لنجاستها ولكونه إعانة على معصية‏.‏

- ‏(‏خ د عن عائشة‏)‏ قالت‏:‏ لما نزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقرأهنّ علينا فقال‏:‏ حرمت إلخ فذكره‏.‏

3704 - ‏(‏حرمت النار على عين بكت من خشية اللّه‏)‏ أي من خوفه ‏(‏وحرمت على عين سهرت في سبيل اللّه‏)‏ أي في الحرس في الرباط أو القتال ‏(‏وحرمت النار على عين غضت‏)‏ أي خفضت وأطرقت عن نظر ‏(‏محارم اللّه‏)‏ أي عن تأمل شيء مما حرمه اللّه على الناظر ‏(‏أو عين فقئت‏)‏ أي بخصت وغارت أو شقت ‏(‏في سبيل اللّه‏)‏ أي في قتال الكفار لإعلاء كلمة اللّه فلا يرد إنسان من هؤلاء الثلاثة نار جهنم إلا تحلة القسم‏.‏

- ‏(‏طب ك‏)‏ في الجهاد عن عبد الرحمن بن شريح عن محمد بن سمير عن أبي يعلى ‏(‏عن أبي ريحانة‏)‏ شمعون بشين معجمة وقيل مهملة بن زيد الأزدي حليف الأنصار ويقال مولى المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم صحابي شهد فتح دمشق وقدم مصر وسكن بيت المقدس قال‏:‏ خرجنا مع ‏[‏ص 381‏]‏ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة فأوفى بنا على شرف فأصابنا برد شديد حتى كاد أحدنا يحفر الحفير فيدخل فيه ويغطي بحجفته فلما رأى ذلك فقال‏:‏ ألا رجل يحرسنا الليلة أدعو اللّه له بدعاء يصيب فضلاً‏؟‏ فقال رجل من الأنصار‏:‏ أنا فدعى له فقلت‏:‏ أنا فدعا لي ثم ذكره قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي والطبراني‏:‏ رجال أحمد ثقات‏.‏

3705 - ‏(‏حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمّهاتكم‏)‏ عليكم في حرمة التعرض لهن بريبة من نظر محرم وخلوة ونحو ذلك وفي برهن والإحسان إليهن وقضاء حوائجهنّ للّه تعالى ‏(‏وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله‏)‏ أي يقوم مقامه في محافظتهم ورعاية أمورهم ‏(‏فيخونه‏)‏ أي يخون المجاهد ‏(‏فيهم‏)‏ أي في أهله ‏(‏إلا وقف له يوم القيامة فقيل له‏)‏ أي فتقول له الملائكة بإذن ربهم ‏(‏قد خانك‏)‏ هذا الرجل ‏(‏في أهلك فخذ من حسناته ما شئت فيأخذ من عمله‏)‏ أي الصالح ‏(‏ما شاء فما‏)‏ استفهامية ‏(‏ظنكم‏)‏ أي فما ظنكم بمن أحله اللّه بهذه المنزلة وخصه بهذه الفضيلة ربما يكون وراء ذلك من الكرامة والمراد فما تظنون في ارتكاب هذه الجريمة العظيمة هل تتركون معها أو ينتقم منكم ويلزم من هذا تعظيم شأن المجاهدين‏.‏

قال ابن السيد البطليوسي‏:‏ الذي ذهب إليه جمهور النحاة والصرفيين أن الهاء في أمهات زائدة وواحدتها أم وأمة ولا يكادون يقولون أمهة والغالب على أمة بالتأنيث أن يستعمل في النداء كقولهم يا أمة لا تفعلي وتاء التأنيث فيها معاقبة بالإضافة لا يجامعها وقد جاءت في الشعر مستقلة في غير النداء وحكى اللغويون أمهة بالهاء‏.‏

- ‏(‏حم د ن‏)‏ كلهم في الجهاد ‏(‏عن بريدة‏)‏ وما ذكر من أن سياق الحديث هكذا هو ما في روايات وفي بعضها بعد يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضيهم ثم التفت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال ما ظنكم كذا عزاه النووي لمسلم بهذا اللفظ‏.‏

3706 - ‏(‏حرمة الجار على الجار‏)‏ أي حرمة ماله وعرضه عليه ‏(‏كحرمة دمه‏)‏ أي كحرمة إراقة دمه بالقتل فكما أن قتله حرام فماله وعرضه عليه حرام وإن تفاوت مقدار الحرم واختلفت مراتب العقاب‏.‏

- ‏(‏أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ في‏)‏ كتاب ‏(‏الثواب‏)‏ أي ثواب الأعمال ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

3707 - ‏(‏حرمة مال المسلم‏)‏ في رواية بدله مؤمن ‏(‏كحرمة دمه‏)‏ أي كحرمة سفكه فكما لا يحل قتله لا يحل أخذ شيء من ماله بغير رضاه وإن تافهاً فإن أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فهو غاصب وله أحكام مبينة في الفروع وخص المال لأن به قوام النفوس وأنه جزء منها فألحقت بها في التحريم من تعرض له استحق الهوان لدخوله حريم الإيمان وقال ابن العربي‏:‏ قوله حرمة مال المسلم كحرمة دمه أي في وجوب الدفع عنه وصيانته له لكن على طريق التبع للنفس‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ من حديث الحسن بن صالح عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ ثم قال‏:‏ غريب من حديث الحسن والهجري وأخرجه عنه الدارقطني باللفظ المذكور قال الغرياني في اختصاره‏:‏ وفيه عمرو بن عثمان الكلاني قال النسائي ‏[‏ص 382‏]‏ وغيره‏:‏ متروك وأخرجه عنه البزار من رواية عمرو بن عثمان عن ابن شهاب عن الأعمش عن أبي وائل عنه وقال‏:‏ تفرد به ابن شهاب قال ابن حجر‏:‏ وله طرق أخرى عن حميد عن أنس وقال الهيثمي‏:‏ رواه البزار وأبو يعلى وفيه محمد بن دينار وثقه جمع وضعفه جمع وبقية رجال أبي يعلى ثقات‏.‏

3708 - ‏(‏حريم البئر‏)‏ الذي يلقي فيه نحو ترابها ويحرم على غير من له الاختصاص بها الانتفاع به ‏(‏مد رشائها‏)‏ بكسر الراء والمد حبلها الذي يتوصل به لمائها والمراد من جميع الجهات‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الذهبي‏:‏ فيه منصور بن صفر وفيه لين‏.‏

3709 - ‏(‏حريم النخلة مد جريدها‏)‏ أي سعفها فإذا كان طول جريدتها خمسة مثلاً فحريمها خمسة‏.‏

- ‏(‏ه عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ورواه عنه الطبراني أيضاً قال الهيثمي‏:‏ وفيه منصور بن صفر وهو ضعيف ‏(‏وعن عبادة بن الصامت‏)‏ ورواه الطحاوي عن أبي سعيد من فعل المصطفى فقال‏:‏ اختصم إليه رجلان في نخلة فقطع منها جريدة ثم ذرع بها النخلة فإذا هي خمسة أذرع فجعلها حريماً‏.‏

3710 - ‏(‏حزقة‏)‏ بالرفع والتنوين خبر مبتدأ محذوف أي أنت حزقة وهو بضم الحاء المهملة وضم الزاي وشد القاف وقوله ‏(‏حزقة‏)‏ كذلك أو خبر مكرر وروي بالضم غير منون منادى أي يا حزقة فحذف حرف النداء وهو شاذ كقولهم أطلق كرا لأن حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم أو المضاف وعليه فالثاني كذلك أو تكريراً للمنادى والحزقة القصير الضعيف المقارب الخطر من ضعفه قال امرئ القيس - وأعجبني مشي الحزقة خالد كمشي أتان حليت بالمناهل - وقيل هو القصير العظيم البطن ‏(‏ترق‏)‏ أي اصعد ‏(‏عين بقة‏)‏ منادى ذهب به إلى صغر عينه تشبيهاً له بعين البعوضة إشارة إلى الصغر فلا شيء أصغر من عينها ذكره كله الزمخشري وتبعه ابن الأثير من غير عزو له كعادته وسبب هذا أنه كان يرقص الحسن والحسين ويقول له ذلك مداعبة وإيناساً فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره الشريف وهذه من مزاحه ومباسطته من قبيل يا أبا عمير ما فعل النغير‏.‏

- ‏(‏وكيع‏)‏ بفتح فكسر ‏(‏في الغرر‏)‏ أي في كتاب الغرر ‏(‏وابن السني في عمل يوم وليلة خط‏)‏ في التاريخ ‏(‏وابن عساكر‏)‏ في ترجمة الحسن من حديث حاتم بن إسماعيل عن معاوية بن أبي مزود عن أبيه ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ سمعت أذناي هاتان وأبصرت عيناي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو آخذ بكفيه جميعاً يعني حسناً وحسيناً وقدماه على قدمه وهو يقول حزقة إلى آخره فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره ثم قال له افتح فاك فقبله وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من المشاهير غير هؤلاء وهو عجب فقد خرجه الطبراني وأبو نعيم وغيرهما ومن طريقهم أورده ابن عساكر مصرحاً قال الهيثمي‏:‏ وأبو مزود لم أجد من وثقه وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

3711 - ‏(‏حسان حجاز‏)‏ بالزاي وفي رواية بالياء الموحدة بدلها قال في الفردوس‏:‏ ويروى حاجز أيضاً ‏(‏بين المؤمنين والمنافقين‏)‏ لكونه كان يناضل عنهم بسنانه ولسانه فلأجل ذلك كان ‏(‏لا يحبه منافق ولا يبغضه مؤمن‏)‏ وهو حسان بن ثابت الأنصاري شاعر النبي صلى اللّه عليه وسلم عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام مثلها ومات في زمن معاوية ولما كان يوم الأحزاب ورد اللّه المشركين بغيظهم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ من يحمي أعراض المسلمين فقال ابن كعب‏:‏ ‏[‏ص 383‏]‏ أنا وقال ابن رواحة‏:‏ أنا وقال حسان‏:‏ أنا فقال‏:‏ نعم هجهم أنت وسيعينك عليهم روح القدس‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في ترجمة حسان من تاريخه ‏(‏عن عائشة‏)‏ قالت‏:‏ استأذن حسان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في هجاء المشركين فقال‏:‏ كيف نسبي فيهم قال‏:‏ لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين فذكره وقضية كلام المصنف أنه لم يره لأحد من أصحاب الرموز التي اصطلح عليها مع أن أبا نعيم خرجه في الحلية والديلمي في الفردوس‏.‏

3712 - ‏(‏حسب المؤمن من الشقاق والخيبة‏)‏ أي يكفيه منهما ‏(‏أن يسمع المؤذن يثوب بالصلاة فلا يجيبه‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ التثويب الرجوع إلى الأمر بالمبادرة إلى الصلاة فإذا قال المؤذن حيّ على الصلاة قال هلموا إليها فإذا قال حيّ على الفلاح فقد رجع إلى كلام يؤول إلى المبادرة إلى الصلاة أيضاً انتهى‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن معاذ بن أنس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه زبان بن فائد ضعفه ابن معين ووثقه أبو حاتم‏.‏

3713 - ‏(‏حسب امرئ‏)‏ أي كفاه ‏(‏من البخل أن يقول‏)‏ لمن له عليه دين ‏(‏آخذ حقي كله ولا أدع منه شيئاً‏)‏ فإن من البخل بل الشح والدناءة المضايقة في التافه ومن ثم رد الفقهاء الشهادة به‏.‏

- ‏(‏فر عن أبي أمامة‏)‏ الباهلي وفيه هلال بن العلاء الرقي والد المعلى بن هلال أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ ضعفه أبو حاتم‏.‏

3714 - ‏(‏حسبك‏)‏ أي أحسبك والاستفهام مقدر ‏(‏من نساء العالمين‏)‏ أي يكفيك في معرفتك فضلهن بقوله حسبك مبتدأ ومن نساء العالمين متعلق به و‏(‏مريم‏)‏ خبر المبتدأ ‏(‏بنت عمران‏)‏ الصديقة بنص القرآن ‏(‏وخديجة بنت خويلد‏)‏ زوج حبيب الرحمن ‏(‏وفاطمة بنت محمد‏)‏ خاتم الأنبياء ‏(‏وآسية امرأة فرعون‏)‏ والخطاب إما عام أو لأنس أي كافيك معرفة فضلهن من العرفة جميع النساء ذكره الطيبي‏.‏

- ‏(‏حم ت حب ك‏)‏ في مناقب أهل البيت ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏

3715 - ‏(‏حسبي اللّه ونعم الوكيل‏)‏ أي النطق بهذا اللفظ مع اعتقاد معناه بالقلب والاخلاص وقوة الرجاء ‏(‏أمان لكل خائف‏)‏ أليس اللّه بكاف عبده ومن يتوكل على اللّه فهو حسبه فمتى اعتقد العبد أن لا فاعل إلا اللّه وأن كل موجود من خلق ورزق وعطاء ومنع وحياة وموت وفقر وغنى هو المنفرد به اكتفى به عن كل موجود ولم ينظر إلى غيره بل كان منه خوفه ورجاؤه وبه ثقته وعليه اتكاله وكفى باللّه وكيلاً وهذا قاله في غزوة الخندق لما نزل ‏{‏الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم‏}‏‏.‏

قال التفتازاني في المطول‏:‏ قولهم ونعم الوكيل إما عطف على الجملة الأولى والمخصوص محذوف كما في قوله تعالى ‏{‏نعم العبد‏}‏ فيكون من عطف الجملة الإنشائية على الإسمية الإخبارية وإما على تضمين حسبنا اللّه معنى الفعل وقال السيد في قوله تعالى ‏{‏وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل‏}‏ أي وقالوا ونعم الوكيل فيحتمل أن يقدر مثله هنا‏.‏

- ‏(‏فر عن شداد بن أوس‏)‏ وفيه بقية بن الوليد وحاله معروف ومكحول قال الذهبي‏:‏ حكى ابن سعد أنه ضعيف ووثقه غيره ورواه أيضاً أبو نعيم ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحاً فلو عزاه المصنف له لكان أولى‏.‏

‏[‏ص 384‏]‏ 3716 - ‏(‏حسبي رجائي من خالقي‏)‏ أي يكفيني قوة رجائي فيه أنه يفيض عليَّ صنوف الخيرات ويرفعني في أعلى الدرجات والرجاء ارتياح القلب لانتظار محبوب متوقع وهذا بالنسبة لمنصب المعصوم ظاهر أما غيره فإنما يصدق على انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد ولم يبق إلا ما لا يدخل تحت اختياره وهو فضل اللّه بصرف القواطع فالعبد إذا بث بذر الإيمان وسقاه بماء الطاعات وطهر قلبه عن شر الأخلاق الرديئة انتظر من فضل اللّه تثبيته على ذلك إلى الموت وحسن الخاتمة كان انتظاره رجاء حقيقياً محموداً باعثاً على القيام بمقتضى الإيمان وإن قطع عرى بذر الإيمان تعهده بماء الطاعة أو ترك القلب مشحوناً برذائل الأخلاق وانهمك في اللذات ثم تشبث بالرجاء فهو حمق وغرور ‏(‏وحسبي ديني من دنياي‏)‏ لأن المال غاد ورائح والعاقل من آثر ما يبقى على ما يفنى والدنيا مزرعة الآخرة‏.‏ والحاصل أن قوة رجاء عبد في ربه تعالى يكفي صاحبه لمهمات الدارين‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ من حديث الحسن بن عبد اللّه القطان عن إسماعيل بن عمرو الحمصي عن يزيد بن عبد ربه عن بقية ‏(‏عن إبراهيم بن أدهم‏)‏ بن منصور العجلي وقيل التميمي البلخي الزاهد ذي الكرامات والخوارق ‏(‏عن أبي ثابت‏)‏ أيمن بن ثابت أو محمد بن عبد اللّه ‏(‏مرسلاً‏)‏ وإبراهيم هو البلخي الزاهد العارف المشهور روى عن منصور وأبي إسحاق وطائفة من التابعين وعنه بقية والفزاري وضمرة وخلق‏.‏

3717 - ‏(‏حسن الخلق خلق اللّه الأعظم‏)‏ أي هو أعظم الأخلاق المئة والسبعة عشر التي خزنها لعباده في خزائن جوده قال الحكيم‏:‏ وجميع محاسن الأخلاق تؤول إلى الكرم والجود والسخاء ومن أراد اللّه به خيراً منحه حسن الخلق‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا في الأوسط ‏(‏عن عمار بن ياسر‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عمرو بن الحصين وهو متروك انتهى ومن ثم قال شيخه العراقي كالمنذري‏:‏ سنده ضعيف جداً‏.‏

3718 - ‏(‏حسن الخلق نصف الدين‏)‏ لأن حسنه يؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته وإذا صفا وطهر عظم النور وانشرح الصدر فكان هو الباعث الأعظم على إدراك أسرار أحكام الدين فهو نصف بهذا الاعتبار‏.‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ بن مالك وفيه خلاد بن عيسى ضعفوه وقال العقيلي‏:‏ مجهول وساق له من مناكيره في الميزان هذا الخبر‏.‏

3719 - ‏(‏حسن الخلق يذيب الخطايا‏)‏ في رواية يذيب الذنوب ‏(‏كما تذيب الشمس الجليد‏)‏ وهو الماء الجامد من شدة البرد لأن صنائع المعروف لا تكون إلا من حسن الخلق والصنائع حسنات والحسنات يذهبن السيئات ولهذا جاء في خبر عند ابن النجار في تاريخه من حديث أنس مرفوعاً من حسن اللّه خلقه وخلقه ورزقه الإسلام أدخله الجنة‏.‏

- ‏(‏عد عن ابن عباس‏)‏ ورواه البيهقي في الشعب وضعفه والخرائطي في المكارم قال العراقي‏:‏ والسند ضعيف لكن شاهده خبر الطبراني بسند ضعيف أيضاً‏.‏

3720 - ‏(‏حسن الشعر مال وحسن الوجه مال وحسن اللسان مال والمال مال‏)‏ قال في الميزان‏:‏ متصلاً بهذا يعني في المنام اهـ‏.‏ أي فإذا رأى الإنسان في منامه أنه حصل شيء من ذلك يؤول بحصول مال له فإذا رأى أن شيئاً منها خرج من يده يؤول بخروج مال ‏[‏ص 385‏]‏ منه‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أنس‏)‏ قضية عزوه لابن عساكر أنه لم يره مخرجاً لأقدم ولا أشهر منه ممن وضع لهم الرموز وكأنه ذهول فقد رواه أبو نعيم في الحلية والديلمي في الفردوس باللفظ المزبور عن أنس المذكور‏.‏

3721 - ‏(‏حسن الصوت زينة القرآن‏)‏ لأن ترتيله والجهر به بترقق وتحزن زينة وبهجة وأيّ زينة‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه سعيد بن زرقي وهو ضعيف‏.‏

3722 - ‏(‏حسن الظنّ‏)‏ أي بصلحاء المسلمين ‏(‏من‏)‏ جملة ‏(‏حسن العبادة‏)‏ يعني اعتقاد الخير والصلاح في حق المسلمين عبادة ذكره المظهر قال الطيبي‏:‏ فعليه من للتبعيض أي من جملة العبادة ويجوز كونها للإبتداء أي حسن الظن بعباد اللّه من عبادة اللّه اهـ وجوّز البعض كون حسن العبادة من إضافة الصفة للموصوف أي حسن الظن من العبادة الحسنة ويجوز أن يكون المراد حسن الظن باللّه تعالى قال في الحكم‏:‏ إن لم تحسن ظنك به لأجل وصفه حسن ظنك به لوجود معاملته معك فهل عودك إلا حسناً وهل أسدى إليك إلا منناً‏.‏